المشاركات الزاوية

دمية الكرملين الفاخرة في الشرق الأوسط الأسد

kremlinin-ortadogudaki-suslu-kuklasi-esad-gorsel

ووفقاً للصحفيين والسياسيين الذين يعرفون الأسد جيداً، وعلى الرغم من هذه النهاية الحتمية، يواصل إسات حربه الوحشية بأمل كبير. الطرف الوحيد الذي لا يدرك هذه النهاية المريرة هو الأسد نفسه. كما أن روسيا، أكبر راعي للأسد، تندفع أيضاً لتوسيع مجال نفوذها للخروج إلى أقصى استفادة من هذا الوضع المعقد. إن دعاية الأسد في هذه الحرب القذرة هي واحدة من أكثر الدعاية وحشية. إذا ضاعت المعركة في سوريا، فإن الخطاب هو أن الطائفة العلوية في المنطقة ستواجه الإبادة الجماعية. وقد عبّر الأسد عن ذلك في كل فرصة وينشر دعاية الموت من خلال وسائل هالإعلامي الخاصة.

كما يقول إن العالم الغربي سيفضل نفسه ضد داعش وسيبقى في السلطة بدعم من روسيا وإيران والغرب. كما أن تحركات روسيا وإيران في المنطقة تتزايد أيضاً. فما مدى صدق روسيا وتحالف الأسد في هذه الفوضى؟ روسيا تدعم نظام الأسد حقاً وتريد من الأسد أن يذهب فقط عن طريق الانتخابات؟ ووفقاً لمصادر غربية، زار رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية، إيغور سرغون، دمشق قبل وقت من وفاته وهدد الأسد بالتحرك على أساس المكاسب الروسية وأوصله إلى النقطة التي تريدها موسكو. فمن ناحية، تحاول موسكو تعليم الأسد بطريقتها الخاصة، ومن ناحية أخرى، يحاول العالم إقناع الرأي العام بأن روسيا هي المفتاح لحل الأزمة السورية. تُظهر جميع المفاوضات حول سوريا أن النقطة الرئيسية في هذا الصراع هي مستقبل الأسد.

ولكل بلد مقترحات مختلفة لحل مختلف للقضية السورية. وبالنسبة للبعض، فإن الإسقاط القسري للأسد من السلطة سيكون علامة على النجاح، في حين أن الأسد سيكون بالنسبة للآخرين جزءاً مهماً من الحل الذي يذهب إليه طوعاً. ووفقاً لبوتين ومسؤولين روس آخرين، ينبغي على الأسد أن يذهب فقط نتيجة للانتخابات. بالطبع، تصر روسيا على هذه المسألة، لكنه على المدى القصير والمتوسط، يعرف جيداً أنه لن تكون هناك انتخابات في المنطقة، وبهذه الطريقة يخطط لإبقاء الأسد في السلطة لفترة من الوقت. لكن الأسد لا يتردد في ابتزاز موسكو من وقت لآخر. فهو يعتبر نفسه ضماناً لطموحات روسيا في سوريا ويستخدمها كسلاح عند البقاء في السلطة. وثمة ادعاء آخر هو أن روسيا تستخدم القضية السورية كعنصر مساومة في مواجهة المشكلة الأوكرانية. وجاء في الخطة: "إذا ادعى الغرب على الإبقاء على الوجود الروسي في سوريا، فإن روسيا ستوافق على اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من التوترات حول أوكرانيا". ومن وجهة النظر هذه، فإن مستقبل الأسد ومصير النظام لا يهمان روسيا بشكل جيد.

وحتى وقت قريب، كان الكرملين يُعَدّ انسحاب الأسد الطوعي والحسن السمعة. ولكن الآن ارتفعت معركة الأسد ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في الدولة الإسلامية في سوريا' إلى السماء، ومن خلال اصطفاف تأبين كبير في هذا النضال، أصبح أكبر مؤيد لفكرة دعم الأسد. إن القوة العسكرية الروسية في سوريا والمبلغ الكبير من الأموال التي تنفقه تتعلق أساساً بحماية سياسات موسكو العالمية. ومن أهم الأهداف العسكرية لموسكو فتح قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من الحدود التركية. وبالتالي، سيفقد الأسد دعم روسيا عند النقطة التي يخرج فيها من خط موسكو. وتحاول روسيا، التي تريد تعزيز يدها في المفاوضات المستقبلية، تعزيز وجودها العسكري في سوريا يوماً بعد يوم من خلال الاستفادة من الفوضى المستمرة. وكما تظهر الصورة العامة، تجري مفاوضات جادة بشأن سوريا، لم تنته بعد. أحد أهم جوانب هذه المفاوضات هو كيف ومتى سيسقط الأسد من السلطة.

Comment here